لماذا يجب معالجة مياه الوضوء في كل المساجد

معالجة مياه الوضوء في كل المساجد تعتبر ضرورة حالية حيث أنه يجب الدفع بكافة الجهود في اتجاه معالجة وإعادة استخدام المياه الرمادية، وأحد أنواع هذه المياه هي المياه الناتجة من الوضوء حيث معالجتها أسهل من عدة أنواع أخرى. وذلك لأن المياه المستعملة في الوضوء هي أقل المياه تلوثاً واحتواء للمواد الكيميائية والدهون والشحوم.

استخدامات المياه الناتجة عن معالجة مياه الوضوء

• ري الحدائق العامة.
• النظافة العامة للحمامات أو مياه الطرد في الحمامات.

تعريف بالمياه الرمادية

استمدت المياه الرمادية هذا الاسم من كونها مياهاً متوسطة بين المياه النقية الصافية (والتي يطلق عليها اصطلاحا بالمياه البيضاء) وبين مياه الصرف الصحي الملوثة (والتي يطلق عليها أيضا اصطلاحا بالمياه السوداء). وتنتج المياه الرمادية من مياه المغاسل، مياه الشاور (المروش) والمغطس، والمياه الناتجة عن غسيل الملابس في الغسالات الأوتوماتيكية.

وتظل مياه الوضوء أقلها تلوثاً وأسهلها في المعالجة لعدم احتوائها على مواد كيميائية.

كيف تتم معالجة مياه الوضوء

تمر معالجة مياه الوضوء بعدد من المراحل نختصرها فيما يلي:

أولاً

لابد من تصميم نظام الصرف الصحي في المسجد بحيث يتم الفصل تماما بين أنابيب مياه الوضوء وبين أنابيب المياه السوداء. ويتم وضع محطة تصريف بين النظامين لتحويل المياه الرمادية إلى المياه السوداء (وليس العكس طبعا)، وذلك لاستخدامها حينما تزيد المياه الرمادية عن الحاجة أو حينما يكون نظام تدوير المياه تحت الصيانة.

ثانياً

تُجمع مياه الوضوء في خزان تجميع لفصل الشوائب من المياه إن وجدت، ثم يتم التخلص من هذه الشوائب عن طريق فتح محبس في أسفل الخزان من وقت لآخر لطرحها إلى نظام المياه السوداء.

ثالثاً

يتم ضخ مياه الوضوء من خزان التجميع إلى المرشحات (الفلاتر)، وتمر المياه من خلال نوعين من المرشحات، الأول يحتوي على رمل ناعم لإزالة ما تبقى من الشوائب الصلبة، بينما الثاني يحتوي على كربون نشط (Active Carbon) لإزالة أي مواد عضوية في حال وجودها. ويُعاد تنظيف هذه المرشحات بشكل أوتوماتيكي لإزالة العوالق (Backwash Process).

رابعاً

يتم أيضا حقن بعض المواد الكيميائية لمعالجة المياه الرمادية مثل مادة الهايبوكلورايت لتعقيم المياه وقتل الجراثيم، ومواد أخرى لمعادلة حمضية المياه وإزالة أي رائحة غير مرغوبة. كما يتم تمرير المياه بجهاز أشعة فوق بنفسجية لقتل أي بقايا من الجراثيم والبكتيريا، ثم تمر المياه بآخر مرشح (فلتر) متناهي في الصغر للتأكد من عدم وجود أي عوالق أو شعر.

خامساً

بعد هذه المرحلة، تصبح مياه الوضوء صالحة لإعادة الاستخدام. تجمع المياه من المرحلة السابقة في خزان الإنتاج، ثم تضخ إلى الخزان العلوي عن طريق مضخة رفع، ليتم استخدام المياه مرة أخرى عن طريق توزيعه على جميع صناديق الطرد في الحمامات، أو لاستخدامه في ري الحدائق أو غسل السيارات أو الأرضيات.

فوائد إعادة استخدام مياه الوضوء

• الترشيد بشكل كبير من استهلاك المياه النقية الصالحة للشرب وذلك بإعادة استخدامها. وهذه من أعظم الفوائد خاصة في مملكتنا الغالية وهي بلد صحراوي شحيح المياه.
• عدم الحاجة إلى بناء منشآت ضخمة للصرف الصحي في المدن والتقليل من استهلاك الطاقة الكهربائية لتشغيل هذه المنشآت.
• التقليل من استخدام المواد الكيمياوية الملوثة للبيئة بغرض تنقية مياه الصرف الصحي في محطات معالجة مياه المجاري.
• زيادة خصوبة الأرض في حال استخدام المياه الرمادية لري الحدائق والمزروعات.
• زيادة الرقعة النباتية الخضراء في المدن بفضل توفر المياه الرمادية لري مساحات كبيرة.
• تقليل حجم المخلفات السائلة التي تصل إلى أنابيب الصرف الصحي ورفع العبء على محطات الرفع والمعالجة.
• دعم استراتيجية الدولة في تنمية الموارد المائية خلال البحث عن موارد غير تقليدية.

ولا بد من الإشارة إلى أن تركيب أجهزة تنقية مياه الوضوء في المساجد له فوائد عظيمة، إلا أنه لا يخلو أيضا من بعض التحديات التي يجب التفكير بها جيداً. فهذه الأجهزة تحتاج إلى صيانة دورية وتبديل للمرشحات من وقت لآخر. كما تحتاج معرفة تامة بطريقة التشغيل ونوعية المواد الكيمياوية وكمياتها وطريقة ضبطها.