ما هي المياه السوداء؟
هل تسائلت من قبل ما هي المياه السوداء؟ ما الفرق بينها وبين المياه الرمادية؟ كيف يمكن إعادة استخدامها؟
تعتبر المياه من أثمن الموارد وأهمها على الاطلاق على وجه الأرض، فهي تُستخدم فى كل الممارسات اليومية مثل: الشرب، والتنظيف، والغسيل، والزراعة، والصناعة، ونتيجة للاستهلاك اليومي لهذه المياه تنتج مياه الصرف وهي نوعان:
- هناك مياه صرف رمادية: وهي مياه الصرف الناتجة عن المغاسل، الاستحمام، المطابخ
- هناك مياه صرف سوداء: وهي المياه التي تصرف في المراحيض، ومن الضروري معالجتها بشكل كامل في محطات خاصة لمعالجة مياه الصرف قبل إعادة استخدامها.
وتعتبر المياه السوداء من أخطر أنواع مياه الصرف لاحتوائها على العديد من الملوثات الخطيرة والبكتيريا ومسببات الأمراض، لذلك وجب الحرص على معالجتها بالأسلوب الصحيح المناسب.
مراحل معالجة مياه الصرف الصحي:
شهدت عملية معالجة الصرف الصحي بعض التدرج عبر التاريخ، فقد اقتصرت معالجة المياه السوداء في البداية على المعالجة الأولية، ثم بدأ استخدام المعالجة الثانوية بعد مرور فترة من الزمن، أما المعالجة المتقدمة فيتم استخدامها عند الحاجة، وفيما يلي مراحل معالجة المياه السوداء:
أولاً: المعالجة الأولية:
وتتضمن المراحل الآتية:
- تخليص المياه من المواد العائمة كبيرة الحجم مثل العيدان، وقطع القماش.
- استخدام المصافي للتخلص من المواد غير العضوية الثقيلة مثل الرمال، والحصى الصغيرة.
- ترسيب المواد العضوية وغير العضوية داخل خزانات ترسيب، ويتم استخدام الرواسب لاحقاً كسماد، أو يتم التخلص منها في مكب النفايات، أو حرقها، أو إعادة تدويرها إذا كانت خالية من المواد السامة.
- تطهير المياه من البكتيريا باستخدام الكلور، أو الأوزون، أو الأشعة فوق البنفسجية، علماً أنه يجب التخلص من آثار الكلور السام قبل طرح الماء في المسطحات المائية.
ثانياً: المعالجة الثانوية:
وتتضمن معالجة المياه السوداء حيوياً للتخلص من المواد العضوية وتحويلها إلى كتل تترسب في قاع أحواض الترسيب، ويمكن استخدامها لاحقا كأسمدة، ويتم إزالة 85% أو أكثر من المواد العضوية أثناء المعالجة الثانوية، بينما لا تزيد نسبة المواد العضوية التي يتم التخلص منها في مرحلة المعالجة الأولية عن 50%، ويتم ذلك بعدة طرق منها:
- الحمأة المنشطة: تعتمد هذه الطريقة على ضخ المياه السوداء إلى خزانات تهوية حيث يتم تزويد البكتيريا الموجودة في مياه الصرف الصحي بالأكسجين لتنشيطها لتقوم باستهلاك المواد العضوية في المياه.
- مرشحات التقطير: تعتمد هذه الطريقة على تمرير المياه السوداء على سطح من الحجارة، والمواد الصناعية التي تنمو عليها كائنات حية مثل البكتيريا التي تعمل على تحليل الملوثات، ويتم تزويد البكتيريا بالهواء اللازم لتنفسها من خلال مرشحات خاصة.
ثالثاً: المعالجة المتقدمة:
مع تقدم العلم وتطور التقنيات أصبح من الممكن تخليص المياه السوداء من المعادن الثقيلة، والمواد الكيميائية السامة، والملوثات الأخرى، وذلك بالطرق التالية:
- الترشيح الدقيق أو مرشح الميكرون: ويقصد به استخدام غشاء ترشيح دقيق لتخليص المياه السوداء من البكتيريا، والشوائب، ويتراوح حجم مسام هذا النوع من المرشحات بين 0.1 – 10 ميكرون.
- الامتصاص الكيمائي بالكربون: ويقصد به استخدام الكربون لتخليص المياه السوداء من بعض المواد القابلة للذوبان مثل الزيوت المعدنية.
- التبخير والتقطير: ويقصد به فصل الشوائب عن الماء اعتماداً على الاختلاف في درجة غليانها، فيتم تسخين الماء وتحويله إلى بخار ماء خالٍ من الشوائب، ثم يعاد تكثيفه من جديد.
- الترسيب الكيميائي: ويقصد به فصل مادة صلبة من محلول وذلك بتغيير طبيعة المذيب وتقليل قابلية ذوبان المادة فيه، أو تغيير طبيعة المادة الصلبة لتصبح غير قابلة للذوبان.
أوجه استخدام المياه المعالجة وفوائدها:
- المحافظة على المياه الصالحة للشرب والتوسع في الزراعة.
- الحد من الحاجة إلى الأسمدة الاصطناعية بسبب وجود العناصر الضرورية في تلك المياه المعالجة.
- استخدامها في المدن والمناطق العمرانية: في ري الحدائق العامة والخاصة والمرافق الرياضية وتنظيف الشوارع وأنظمة الحماية من الحريق.
- الاستخدامات الزراعية: مثل المحاصيل الغذائية المعدة والغير المعدة للتجارة، المراعيلحلب الحيوانات، البذور، زهورالزينة تربية الأحياء المائية.
- الاستخدامات الصناعية: مثل إعادة تدوير أبراج التبريد، صنع الخرسانة.
- الاستخدامات الترفيهية: ملاعب الجولف وصنع الثلج.
- الاستخدامات البيئية: إعادة شحن المياه الجوفيةفي الأراضي الرطبة وزراعة الغابات.
