الأمراض المنقولة عبر المياه

الأمراض المنقولة عبر المياه

أينما وجدت المياه، وجدت الحياة بجميع صورها مخلوقات نباتية وحيوانية والميكروبات والأوليات. الأمراض المنقولة عبر المياه متعددة، فبالقرب من الماء أو في داخلها يوجد تنوع حيوي مذهل. هذا التنوع جذب الإنسان للاستقرار وإنشاء الحضارات بالقرب من مصادر المياه. وللأسف، أينما وجد الإنسان وجد التلوث. وجد الإنسان في المياه المتجددة مثل البحار والأنهار مكاناً للتخلص من نفاياته ظناً منه أن قدرة البحار والمحيطات والأنهار على تطهير ذاتها هي قدرة غير محدودة. مما أدّى إلى تلوث هائل في معظم المناطق على سطح الكرة الأرضية مع تفاوت في نسب ونوع الملوثات.

رغم أن المياه تحتل الجزء الأعظم من الكرة الأرضية، إلا أن المياه العذبة لا تشكل إلا الجزء اليسير من هذا الكم الكبير، ومن هذا الجزء اليسير جزء أصغر بكثير يعتبر صالحاً للشرب. وتتنوع استخدامات المياه من الشرب والنظافة، والري والاستجمام ولأغراض الصيد. وينتج البشر ملايين الأطنان من النفايات العضوية التي ينتهي المطاف بجزء منها في المياه. ويمكن تصنيف مصادر هذه النفايات إلى بشرية وزراعية وصناعية. وتعتمد خطورة هذه النفايات حسب كمياتها ونوعيتها، ويمكن تصنيف الملوثات إلى فيزيائية وكيميائية وبيولوجية ومركبات تسبب الحساسية.

في هذا المقال سنلقي الضوء على أهم مسببات الأمراض الميكروبية التي يمكن أن تنتقل عن طريق الماء بغض النظر عن طبيعة استخداماته (شرب، ري، استجمام). غرام واحد من البراز البشري يمكن أن يحتوي على ما يصل إلى 100 مليار من الميكروبات.

طرق انتقال الأمراض عبر المياه

تعرف الأمراض المكتسبة من خلال تناول أو استخدام مياه ملوثة بالأمراض المنقولة عبر الماء (Water-Borne diseases). وأصبحت تحتل مكانة مميزة في اهتمامات الصحة العامة في معظم الدول لما تشكله من مخاطر على أعداد كبيرة من السكان. المياه التي تتلوث بمخلفات آدمية أو حيوانية، تحتوي على كائنات دقيقة ممرضة، والتي بدورها تتنقل للإنسان أو الحيوان من خلال استخدام هذه المياه الملوثة سواء في الشرب والاستحمام بطريقة مباشرة أو من خلال تلويث المزروعات التي ستصبح طعاماً للإنسان أو الحيوان.

بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، حوالي 1.4% من الأشخاص الذين عانوا أو يعانون من الإسهال كان السبب هو المياه الملوثة. ووفقاً لنفس المنظمة فالمياه الملوثة (خاصة الجوفية) تتسبب في وفاة 1.8 مليون شخص كل عام. ويُقدّر أن معظم هذه الحالات تنجم عن اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه النقية أو الجوفية العذبة مما يؤدي إلى تلويثها بكائنات تسبب أمراضاً خطيرة. تشتمل المياه الملوثة على كائنات حيّة دقيقة مثل الفيروسات والبكتيريا و والأوليات المعوية Protozoa المسببة للأمراض.

جهود المملكة لمعالجة المياه

تبذل المملكة أقصى ما في وسعها لتحقيق رؤية المملكة 2030، بتحقيق قطاع مياه مستدام ينمي الموارد المائية ويحافظ عليها ويصون البيئة. كما يوفر إمداد آمن وخدمات عالية الجودة والكفاءة، مما يسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وترتب على ذلك إنجاز مشاريع تصل قيمتها إلى أكثر من 45 مليار ريال. وصرف 90% من المياه على الزراعة. فتعد المملكة أكبر منتج للمياه المحلاة في العالم، فتستحوذ على 30% من الطاقة الإنتاجية في العالم، وبسبب حجم الاستثمارات الهائل فقد شهدت جميع دول مجلس التعاون تقريباً وإن كانت بدرجات متفاوتة زيادة مساهمة القطاع الخاص في مثل هذه الاستثمارات.

إحصائيات وأرقام (منظمة الصحة العالمية)

في عام 2017، استخدم 71% من سكان العالم (5.3 مليار شخص) خدمة مياه الشرب المُدارة بأمان -أي خدمة موجودة في أماكن العمل ومتاحة عند الحاجة وخالية من التلوث.

90% من سكان العالم (6.8 مليار شخص) يستخدمون على الأقل خدمة أساسية. الخدمة الأساسية هي مصدر محسن لمياه الشرب في غضون رحلة ذهابًا وإيابًا مدتها 30 دقيقة لجمع المياه.

يفتقر 785 مليون شخص حتى إلى خدمات مياه الشرب الأساسية، بما في ذلك 144 مليون شخص يعتمدون على المياه السطحية.

على الصعيد العالمي، يستخدم ما لا يقل عن ملياري شخص مصدر مياه شرب ملوثة بالبراز.

يمكن أن تنقل المياه الملوثة أمراضًا مثل الإسهال والكوليرا والدوسنتاريا والتيفوئيد وشلل الأطفال. تشير التقديرات إلى أن مياه الشرب الملوثة تسبب 485 ألف حالة وفاة بسبب الإسهال كل عام.

بحلول عام 2025، سيعيش نصف سكان العالم في مناطق تعاني من الإجهاد المائي.

في البلدان الأقل نموا، 22% من مرافق الرعاية الصحية ليس بها خدمة مياه، و21% لا يوجد بها خدمة صرف صحي، و22% لا يوجد بها خدمة إدارة نفايات.

أمراض تسببها كائنات أولية

الدوزنتاريا الأميبية

مصادر الميكروب في المياه: الصرف الصحي، مياه الشرب غير المعالجة، حشرات طائرة.

أعراض الإصابة: اضطراب في البطن، إعياء، فقدان الوزن، إسهال، انتفاخ، حمى.

داء خفيات الأبواغ

مصادر الميكروب في المياه: تتجمع على مرشحات المياه التي لا يتم تطهيرها، السماد العضوي، المياه الجارية الموسمية.

أعراض الإصابة: أعراض شبيهة بالإنفلونزا، الإسهال المائي، فقدان الشهية، فقدان كثير من الوزن، الانتفاخ، زيادة الغازات، غثيان.

داء حلقيات الأبواغ

مصادر الميكروب في المياه: صرف صحي، مياه الشرب غير المعالجة.

أعراض الإصابة: شد عضلي، غثيان، تقيؤ، آلام في العضلات، الحمى، التعب.

داء الجيارديات

مصادر الميكروب في المياه: المياه غير المعالجة، التطهير السيئ، فواصل الأنابيب، التسربات، تلوث المياه الجوفية، أماكن يتشارك البشر والحيوانات البرية نفس مصدر المياه.

أعراض الإصابة: الإسهال، آلام البطن، الانتفاخ، إطلاق الريح.

أمراض تسببها البكتيريا

داء العطائف

مصادر الميكروب في المياه: شرب ماء ملوث بالبراز.

أعراض الإصابة: زحار مصحوب بحمى يستمر عادة من 2-10 أيام.

الكوليرا

مصادر الميكروب في المياه: شرب ماء ملوث بالبكتيريا.

أعراض الإصابة: يعد أحد أسرع الأمراض القاتلة المعروفة. وتشمل الأعراض الإسهال المائي الشديد، غثيان، شد عضلي، رعاف، النبض السريع، والتقيؤ، ونقص حجم الدم (في الحالات الشديدة) يمكن أن يحدث الموت في 12-18 ساعة.

إشريكية قولونية

مصادر الميكروب في المياه: شرب ماء ملوث بالبكتيريا.

أعراض الإصابة: إسهال، يمكن أن تسبب الموت لنقص المناعة، الأفراد الصغار جداً وكبار السن بسبب الجفاف من المرض لفترات طويلة.

التهاب الأذن الخارجية

مصادر الميكروب في المياه: السباحة في المياه الملوثة.

أعراض الإصابة: تتضخم قناة الأذن مما يسبب الألم، فقد التوازن.

حمى التيفوئيد

مصادر الميكروب في المياه: شرب المياه الملوثة ببراز شخص مصاب.

أعراض الإصابة: الحمى المستمرة حتى 40 درجة مئوية، تعرق غزير، يمكن حدوث إسهال، تتطور الأعراض إلى هذيان وقد يتضخم الطحال والكبد إذا لم تُعالج. في هذه الحالة يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى أربعة أسابيع وتسبب الموت. بعض الأشخاص الذين يعانون من حمى التيفوئيد يظهر لديه طفح جلدي بشكل بقع حمراء صغيرة على البطن والصدر.

أمراض تسببها الفيروسات

إسهال فيروسي

مصادر الميكروب في المياه: تلوث مياه الشرب أو السباحة بيراز المصابين بالفيروسات.

أعراض الإصابة: إسهال قد يصاحبه ألام في البطن.

التهاب السحايا

مصادر الميكروب في المياه: تلوث مياه الشرب أو السباحة بيراز مصاب.

أعراض الإصابة: الحمى، الطفح الجلدي، التهاب الحلق، ألم المفاصل والصداع وقد تتطور لتحدث أعراض التهاب السحايا المعروفة.

التهاب الكبد الوبائي أ

مصادر الميكروب في المياه: تظهر في الماء والغذاء.

أعراض الإصابة: إعياء، حمى، ألم في البطن، الغثيان، الإسهال، وفقدان الوزن، يرقان، واكتئاب (حالة نفسية).

شلل الأطفال

مصادر الميكروب في المياه: ماء ملوث ببراز شخص مصاب.

أعراض الإصابة: 90-95% من المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض، 4-8% لديهم أعراض طفيفة (نسبياً)، مع هذيان، صداع، حمى، وأحيانا نوبة، 1% لديهم أعراض التهاب السحايا العقيم غير الشلل، والباقي لديهم أعراض خطيرة مما يؤدى إلى الشلل أو الوفاة.

عدوى فيروسية متعددة

مصادر الميكروب في المياه: يمكن أن تظهر نفسها في الماء، حوالي 80% من الناس عندهم أجسام مضادة لتلك الفيروسات.

أعراض الإصابة: فيروس BK يسبب عدوى الجهاز التنفسي، ويمكن أن يصيب من أجروا زراعة الكلية بالتثبيط. فيروس JC يصيب الجهاز التنفسي والكلية، وقد يسبب اعتلال بيضاء الدماغ متعدد البؤر المترقي في الدماغ وهو قاتل.

خطورة انتقال الفيروسات عبر المياه

هذه ليست قائمة كاملة لكنها تضم بعض الأمراض المنقولة عبر المياه. وفي ظل الزيادة السكانية العالمية وازدياد الحصة اليومية للفرد من المياه الصالحة للشرب والتحور الدائم للفيروسات وازدياد عوامل التلوث، وبالتالي زيادة كبيرة في كميات المياه العادمة والتي يمكن أن تلوث مياه الشرب، فإن ذلك يدق ناقوس الخطر خشية تفشي الأمراض المنقولة عبر الماء خاصة في ظل التغيرات المناخية التي من شأنها إعادة توزيع مياه الأمطار بشكل مخالف للوضع الحالي. لذلك وجب إيلاء هذا الموضوع أهمية كبرى لأنها مسألة صحة عامة وتمس البشرية جمعاء.

ولهذا نسعى دوماً في رعاية المياه لتوفير العديد من الخدمات المتعلقة بمعالجة المياه، مثل الفلاتر المنزلية، ومحطات التناضح العكسي، والعديد من الخدمات الأخرى. كما نهتم بكل ما يخص الصيانة الدورية وتوفير قطع الغيار بأعلى جودة وبعديد من الاختيارات التي تناسب الاحتياجات المختلفة والتطبيقات المختلفة.


مؤسسة رعاية المياه

شركاء وضعوا ثقتهم في مؤسسة رعاية المياه