لماذا يجب الاهتمام بمعالجة المياه الرمادية وتوسيع المجالات المستخدمة فيها

يجب الاهتمام بمعالجة المياه الرمادية وتوسيع المجالات المستخدمة فيها  لإن الحفاظ على المياه قضية رئيسية في المناطق القاحلة وشبه القاحلة. وغالبًا ما تكون المياه الجوفية هي المصدر الوحيد للمياه المتاحة، وفي العديد من الأماكن تتداخل الاحتياطيات.

ترشيد استهلاك

وفي حين يتم تصريف مياه الصرف الصحي في الأنهار وبالتالي يتم فقدها من النظام المحلي، فإن استخدامها في الري يساهم في إعادة شحن المياه الجوفية، وبالتالي الحفاظ عليها في النظام وتمكين إعادة استخدامها لاحقًا. وهذا كان السبب الأساسي في بداية انتشار واستعمال محطات معالجة المياه الرمادية.

تحديد الأولويات

عندما تكون إمدادات المياه محدودة، فإن الاتجاه العام هو تخصيص المياه للاستخدامات ذات الأولوية، أي للشرب والاستخدام المنزلي وفي وقت لاحق للزراعة. وهذا ينطبق أيضًا على مياه الصرف الصحي. ولهذا السبب، حظيت الزراعة المروية باهتمام أكبر بكثير من الغابات المروية. ومع ذلك، فإن المخاطر الصحية والقيم الثقافية والجمالية تحد من الاستخدام الزراعي لمياه الصرف الصحي (خاصة للمحاصيل الغذائية) في بعض الأماكن وقد تجعل من الصعب على المزارعين استخدام مياه الصرف الصحي في الزراعة. إن الغابات هي الخيار الأكثر ملاءمة. بالإضافة إلى ذلك، في بعض الظروف، تكون الغابات المروية قادرة على المنافسة اقتصاديًا مع الزراعة المروية وربما أكثر ربحية.

قد يكون دمج الأشجار مع الزراعة المروية في شكل مصدات الرياح أو غرس الحدود، على سبيل المثال، الخيار الأكثر جاذبية اقتصاديًا في العديد من الأماكن.

وفرتها بالمغذيات لإنتاج المحاصيل

إن مياه الصرف الصحي الخام وحتى مياه الصرف المعالجة الثانوية غنية بالمغذيات المعدنية اللازمة لنمو النباتات (النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والعناصر الغذائية الدقيقة). وقد أثبتت التجارب مرارًا وتكرارًا زيادة إنتاجية المحاصيل أو الأشجار عند ريها بمياه الصرف الصحي مقارنة بالمياه النظيفة. تمثل هذه العناصر الغذائية موردًا ذا قيمة كبيرة عند مقارنتها بالتكلفة المكافئة للأسمدة. إن تطبيق مياه الصرف الصحي بمعدلات تضمن التوازن بين مدخلات المغذيات وامتصاص النباتات من شأنه أن يعزز النمو الأمثل للنباتات مع الحد من مخاطر التلوث. وقد أجريت حسابات في أستراليا حول مدخلات المغذيات واستخدامها من قبل مزارع الأشجار المروية بمياه الصرف الصحي .

وبمحتوى النيتروجين في مياه الصرف الصحي من 10 إلى 30 ملغ/لتر (متوسط ​​20 ملغ/لتر). ومحتوى الفوسفور من 4 إلى 10 ملغ/لتر (متوسط ​​7 ملغ/لتر). وبافتراض أن متوسط ​​معدل استخدام مياه الصرف الصحي السنوي يبلغ 8000 متر مكعب/هكتار. فإن المدخلات السنوية الإجمالية من النيتروجين (N) تبلغ 160 كجم/هكتار والفوسفور 56 كجم/هكتار. ويمكن للمزارع الصغيرة التي تنمو بسرعة أن تستوعب ما بين 120 إلى 150 كجم نيتروجين/هكتار وحوالي 12 كجم فوسفور/هكتار في السنة؛ وبالتالي، فإن مستويات كافية من هذه العناصر الغذائية ستكون متاحة لتحقيق أقصى قدر ممكن من النمو.

توازن المدخلات

ويتم التوصل إلى توازن بين المدخلات والامتصاص للنيتروجين. والذي يكون في صورة نترات متحركًا ويشكل أكبر خطر للتسرب وتلويث المياه الجوفية. سيتم الاحتفاظ بأي فائض من الفوسفور في التربة ولا يشكل خطر تلوث.

مياه الصرف الصحي البلدية في ري الغابات

لا يزال استخدام مياه الصرف الصحي البلدية لري الغابات ومزارع الأشجار محدودًا نسبيًا. في حين أن الأبحاث السليمة والمصممة جيدًا والمنهجية حول هذا الموضوع محدودة أكثر. ومع ذلك، فمن الممكن إعطاء بعض الأمثلة على الأبحاث التي تساعد في توضيح فوائد الغابات المروية بمياه الصرف الصحي والظروف المختلفة التي يمكن فيها ذلك.